الثلاثاء، 27 سبتمبر 2022

تسمية جزر الكناري ليست من التين الشوكي

من الفرضيات المطروحة كون تسمية جزر الكناري ترجع إلى الأمازيغية بمعنى جزر التين الشوكي نتيجة تشابه:

- تسمية أكناري للتين الشوكي في المغرب الأقصى وبعض لهجاته الأمازيغية.
- وتسمية جزر الكناري والتي سكنها شعب الغوانش والذي يشارك أصولا أمازيغية وشمال إفريقية، فقد وثّق الإسبان بعض لغتهم بعد احتلالها في القرن الخامس عشر ميلادي وهي ما زلت بارزة في الكتابات اللليبية-الأمازيغية القديمة على هذا الأرخبيل إلى جانب الموروث الجيني المشترك. وهي في المجمل تشير إلى مجموعة هجرات متفرقة تاريخيا.


لكن الظاهر أن العكس هو الصحيح أي أن جزر الكناري كما أعطت لعصافير الكناري اسمه كونها الموطن الأصلي لهذه الطيور، أعطت اسمها للتين الشوكي في المغرب الأقصى وذلك لأسباب عدة أذكر من جملتها:

  • تسمية أكناري aknari للتين الشوكي منحصرة في أقصى الغرب.
  • التين الشوكي غير معروف في العالم القديم، ولا نعرف جنس آخر انتقل منه هذا الاسم في الأمازيغية.
  • اسم الجزر هو نسبة لاسم إحدى جزره وهو ليست تسمية حادثة: فالجزر الخالدات أو جزر السعادة كما سماها الإغريق ونقله عنهم الجغرافيون العرب، ذكرها بليني الأكبر المؤرخ الروماني الشهير وذكر أن الملك الأمازيغي النوميدي يوبا قاد حملة لاكتشاف هذه الأراضي وذكر ما يُنقل عن وصف هذه الجزر ومنها جزيرة سُميت كناريا لأجل عديد كلابها وضخامتها، فبالاتينية Insula Canaria تعني جزيرة الكلاب (وبعض المعاصرين يرى أن كلاب البحر قد تكون مشمولة في الوصف) والتي يُذكر أن يوبا استقدم كلبين منها. ويبدو أن الإسبان أخذو هذا الاسم، حتى أصبح جزء من شعار/علم الأرخبيل والذي عُرف بكلاب عدة مثل البودينكو الكناري Podenco وكلاب Majorero وكلاب Garafiano و Herreño الراعية وكلاب Presa الكنارية الضخمة وغيرها من الأنواع التي هجنت من كلاب الجزيرة، والتي كانت تستعمل للرعي والحراسة والصيد والقتال. على أنه لا مانع أن يكون أصل تسمية الجزيرة مختلفا وأوّله اللاتينيون بما يتوافق مع لسانهم، لكنه حتما أقدم من التين الشوكي.


  • والإسبان استقدموا التين الشوكي بعد اكتشاف أمريكا أي منذ 5 قرون فقط.
  • الإسبان نقلوا التين الشوكي من مستعمراتهم في أمريكا إلى جزر الكناري أين استعملت لاحقا في تربية أنواع من الحشرات الصبغية مثل القرمزيات.
فالظاهر أن أهل المغرب الأقصى عرفوا التين الشوكي من جزر الكناري ولذلك أسموها بالكنارية.

---

وفيما يلي محتوى مفرّغ ومتوفر بالإنجليزية واللاتينية لموسوعة التاريخ الطبيعي لبليني الأكبر (من القرن الميلادي الأول) والذي اعتمد الأوروبيون أعماله وأعمال المؤرخين والجغرافيين الرومان طيلة القرون الوسطى.

الكتاب السادس (ما بين أقواس ونحوها هي تعليقات المترجمين):

XXXVII. Some people think that beyond the islands of Mauretania lie the Isles of Bliss, [Canaries] and also some others of which Sebosus before mentioned gives not only the number but also the distances, reporting that Junonia is 750 miles from Gadiz, and that Pluvialia [Ferero] and Capraria [Gomera] are the same distance west from Junonia; that in Pluvialia there is no water except what is supplied by rain; that the Isles of Bliss are 250 miles W.N.W. from these, to the left hand of Mauretania, and that one is called Invallis [Tenerife] from its undulating surface and the other Planasia [Great Canary Is.] from its conformation, Invallis measuring 300 miles round; and that on it trees grow to a height of 140 ft. About the Isles of Bliss Juba has ascertained the following facts: they lie in a southwesterly direction, at a distance of 625 miles' sail from the Purple Islands, provided that a course be laid north of due west for 250 miles and then east for 375 miles; that the first island reached is called Ombrios, and there are no traces of buildings upon it, but it has a pool surrounded by mountains, and trees resembling the giant fennel, from which water is extracted, the black ones giving a bitter fluid and those of brighter colour a juice that is agreeable to drink; that the second island is called Junonia, and that there is a small temple on it built of only a single stone; and that in its neighbourhood there is a smaller island of the same name, and then Capraria, which swarms with large lizards; and that in view from these islands is Ninguaria, so named from its perpetual snow, and wrapped in cloud; and next to it one named Canaria, from its multitude of dogs of a huge size (two of these were brought back for Juba). He said that in this island there are traces of buildings; that while they all have an abundant supply of fruit and of birds of every kind, Canada also abounds in palm-groves bearing dates, and in conifers; that in addition to this there is a large supply of honey, and also papyrus grows in the rivers, and sheat-fish; and that these islands are plagued with the rotting carcases of monstrous creatures that are constantly being cast ashore by the sea.

Natural History (Rackham, Jones, & Eichholz), Book 6, Chapter XXXVII 

 

 

 

هناك تعليق واحد:

  1. شكرا لكم ولما تبذلونه من جهود، ليست أول مرة أستفيد من هذه المدونة✓

    ردحذف