الثلاثاء، 6 ديسمبر 2022

أصل زعّق

 من أسئلة المتابعين:

من المتداول في المغرب الشرقي قولنا:  راني نزعق معك، فما أصلها؟

 


الظاهر أن أصل مادتها عربي، لكن معناها تطور. فالمعاني المعجمية التي سُجّلت لها تدور حول الصياح والطعم المالح أو المر الذي لا يطاق. وهي معان ما زالت متداولة في المشرق.

يقول ابن فارس: "(زَعَقَ) الزَّاءُ وَالْعَيْنُ وَالْقَافُ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى شِدَّةٍ فِي صِيَاحٍ أَوْ مَرَارَةٍ أَوْ مُلُوحَةٍ."

واستُخدمت قديما بمعان أخرى مثل الفزع والذعر، وإثارة الغبار. وقد يقال في الجملة هي معان مرتبطة بالأذى الناجم عما سبق في أصل معناها.

مثلما يقال يسمّط أو سامط وسامج دلالة مثلا على الشخص الممّل ثقيل الدم أو السخيف وهي أيضا دلالات على الطعم. والسماطة/السماجة هي خلو الطعم أو الملح فهي مقابل الملاحة، والشيء المليح أو المستملح أو الشيء الحلو و المُستحلى كلها دلالات مرتبطة الطعم.


وفي البلاد المغاربية، أعرف على الأقل معنيين مستعملين اليوم:

  • الزعاقة بمعنى القُبْح، ولعل دلالتها تطورت من الشيء المكروه مثل الطعم فيقال مزعوق بمعنى قبيح (مثل كلمة سميج). وهذا المعنى المغاربي قديم وأندلسي أيضا.
  • الزعاقة بمعنى المزاح (أو حتى الاستفزاز والسخرية) والفعل منه يزعّق، فإما نشأ من كراهة هذا الشيء ولذاعة المزاح فكأنه تحريش (أو من معنى التعريض بالنداء ورفع الصوت) أو من مطاوعة المعنى المغاربي القديم وهو التقبيح. ففي قاموس VOC والقاموس الأندلسي Pedro de Alcalá زعّق تدلّ على التقبيح والتشنيع والتشويه، وهي أفعال قد تصاحب المزاح والسخرية والاستفزاز.

والله أعلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق