الاثنين، 17 أبريل 2017

قهم مقهوم

يقال انڤهم ومڤهوم في الدارجة المغاربية لمن فقد شهوته للأكل لعلّة ما كالمرض أو التخمة وغيرها.  والشيء يـڤهم أي يُتخم أو يفقد الشاهية. والفرق بين المتخوم والمقهوم أن المتخوم علّته واحدة هي ثقل الأكل أو كثرته.


وجذر [قهم] بهذا المعنى يعدّ في الفصيح الموثّق، فيقال قَهِمَ وأَقْهَمَ الرجل إذا ذهبت شهوته للطعام. وعند الجوهري (ت 393هـ) في الصحاح: "أقْهَمَ الرجلُ عن الطعام، إذا لم يشتهه، مثل أقْهى. وأقْهَمَ الرجلُ عنك، إذا كرهَك"

والقَهِم والمُقْهم الذي لا يطعم أو لا يشتهى الطعام بسبب مرض أو غيره. وهو ما يلخصه الأزهري (ت 370هـ) في جملة ما نقله في التهذيب:
"قال أَبُو عبيد عَن الكسائيِّ: يُقَال للقليل الطُّعم: قد أَقْهَى وأَقْهَم.
وَقَالَ أَبُو زيد فِي (النَّوَادِر) : المُقْهم: الَّذِي لَا يُطْعَم من مرض أَو غَيره.
قَالَ وَقَالَ أَبُو السَّمْح: المُقْهِمُ الَّذِي لَا يَشْتَهِي الطَّعَام من مرض أَو غَيره."
وقيل من عاف الطعام أو تركه لتقذرّه، وفي المحيط للصاحب بن عباد(ت 385هـ): "أقْهَمَ عن الطَّعام إقْهاماً: وهو الذي لا يَذُوْقُ شيئاً أو أقْذَرَه فَتَركَه." 



وله متغيرات قديمة مثل:
  • [قهو] وإليه تنسب القهوة وكانت تطلق على الخمر قبل اشتهار البن، ويروى عن الأصمعي (ت 216 هـ): "إنما سميت قهوة لأنها تقهي صاحبها عن الطعام".  كما يروى عن أبي زيد الأنصاري: "تقول قد أقهى الرجل إقهاء على مثال أفعل إذا قل طعمه فهو مُقهٍ وقد أقهى عن الطعام إذا قذره فتركه وهو يشتهي الطعام".[2] 
  • [قمه] قال ابن دريد (ت 321هـ) في الجمهرة: "والقَمَه مثل القَهَم سَوَاء، وَهُوَ قلّة الشَّهْوَة للطعام."

ملاحظة: انڤهم تقال أيضا في السودان ولعلها تقال في غيرها من البلاد العربية فهي من الموروث البدوي.


[1] يقال انڤهم واتڤهم وانفعل أو اتفعل من الأوزان الفعلية التي ترمي إلى المبني للمجهول.
[2] كذا في البارع لأبي علي القالي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق