الجمعة، 5 يوليو 2019

القلتة عند المغاربة

كنا إذا خرجنا من المدارس في حر الصيف نلجأ إلى الڤلت تلك الأحواض على مجاري الوديان، فنلقي بحقائبنا ونتسابق إلى القفز إلى الماء.




والڤَلْتَة (ج. ڤَلْتات وڤلاتي) عند المغاربة حفرة أو تجويف في الأرض يتجمع فيه الماء، قد تكون بركة صغيرة في الشارع من بقايا ماء المطر، أو أحواضا كبيرة مستقلة أو على مجاري الوديان والأنهار وغيرها تغذيها سيول الأمطار أو الينابيع.

وهي لا تختص بالشمال دون الجنوب بل نجدها حتى في واحات الصحراء الكبرى مثل قلتة آرشي في التشاد كما في الصورة والتي تشتهر فيها تماسيح النيل الكبيرة.

وأصلها فصيح من القلت (ج. قِلات):
  • يقول الصاحب بن عباد (ت 385هـ) في المحيط في اللغة: "القَلْتُ: حُفْرَةٌ يَحْفِرُها ماءٌ".
  • يقول الجوهري (ت 393هـ) في تاج اللغة: "القَلْتُ: بإسكان اللام: النُقرة في الجبل يَستَنقِعُ فيها الماء، والجمع القِلاتُ. وقَلْتُ العَيْنِ: نُقْرتها. ".
  • وفي المأثور سؤال ابن جريج قال: قلت لعطاء (27-114هـ): أرأيت صيد الأنهار وقلات السيل أصيد بحر هو؟ قال: نعم، ثم تلا علي {هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا}. نقله البيهقي والبخاري في مقدمة "باب قول الله تعالى أحل لكم صيد البحر".


وجاء في لسان العرب لابن منظور (630-711 هـ):
القَلْتُ، بإِسكان اللام: النُّقْرةُ في الجَبَل تُمْسكُ الماءَ؛ وفي التهذيب: كالنُّقْرة تكون في الجبل، يَسْتَنْقِعُ فيها الماءُ، والوَقْبُ نحوٌ منه؛ كذلك كلُّ نُقْرة في أَرضٍ أَو بَدَنٍ؛ أُنثى، والجمع قِلاتٌ. قال أَبو منصور: وقِلاتُ الصَّمَّانِ نُقَرٌ في رؤوس قِفافِها، يَملأُها ماءُ السماء في الشتاء؛ قال: وقد وَردْتُها، وهي مُفْعَمةٌ، فوجدتُ القَلْتةَ منها تأْخُذُ مِلْءَ مائةِ راوية وأَقلَّ وأَكثَرَ، وهي حُفَرٌ خَلَقَها الله في الصُّخور الصُّمِّ.
والقَلْتُ حُفْرَة يَحْفِرها ماءٌ واشلٌ، يَقْطُرُ من سَقْفِ كَهْفٍ، على حَجَرٍ لَيِّنٍ، فيُوَقِّبُ على مَرِّ الأَحْقابِ فيه وَقْبةً مستديرةً.
وكذلك إِن كان في الأَرض الصُّلْبة، فهو قَلْتٌ، كقَلْتِ العين، وهو وَقْبَتُها.
وفي الحديث، ذِكْرُ قِلاتِ السَّيْل، هي جمع قَلْتٍ، وهو النُّقْرة في الجبل، يَسْتَنْقِعُ فيها الماءُ إِذا انْصَبَّ السَّيْلُ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق