البسباس بقلة من الفصيلة الخيمية Apiaceae (والتي تضم الكرفس والجزر والشمار والبقدونس واليانسون والكمّون ونحوها)، وقد عرف العرب لفظ البسباس قديما وذكر في أشعارهم وفي أخبارهم. وقد ذكر الصاغاني في العباب نبتتان تسميان البَسباس، إحداهما تعرفها العرب والأخرى نبتتة مختلفة تجلب من الهند استعملها الأطباء.
يقول شيخ علماء النبات أبو حنيفة الدينوري في البسباس الذي عرفه العرب:
يقول أبو زيد الأنصاري في النوادر: "والبسباس شجر عظام له ثمر أبيض مثل الخرز.".
يقول شيخ علماء النبات أبو حنيفة الدينوري في البسباس الذي عرفه العرب:
واحدته بَسْباسَة، وبها سمّيت المرأة بسباسة، وقال أبو زياد: من الأحرار البسباس وهو طيّب الطعم والريح، يأكله الناس وتأكله الماشية، تذكر به ريح الجزر إذا أكلته وطعمه، وأخبرني أعرابي من ربيعة قال: منبت البسباس الحزون، قال وهو هذه النبتة التي يسمّيها أهل الجبل الدوراور، وقد غلط في هذا، هذا هو الحزاء، وسنذكره إن شاء الله، وفي تصداق ما ذكر من منابته، قال طرفة:
جماد بها البَسباس تُرهِص مُعزُها ** بَناتِ اللّبون والصلاقِمة الحُمْرا
وزعم بعض الرواة أن البسباس هو نانخواه البرّ، وفي طيب ريح البسباس، قال أعرابيّ:
وهذا يدلّنا على أن الخلاف في تحديد النبتة قديم وإن كنا نعرف أنها من مأكول حر البقل وأن لها ريحا طيبة مميزة. وله زهر أبيض.يا حبّذا ريح الجنوب إذا غدت ** في الفجر وهي ضعيفة الأنفاسقد حُمّلت برد الثرى وتحمّلت ** عبقا من الجثجاث والبسباس
يقول أبو زيد الأنصاري في النوادر: "والبسباس شجر عظام له ثمر أبيض مثل الخرز.".
ولعلع يريد بالثمر زهره وهو ما يسمى بالنفاطير مثل الحبيبات، جاء في معجم الجيم للشيباني (ت 206هـ): "والَّنفاطير: ثَمرةُ النُّبْق، والشُّقَّارَى والحَوذّانُ، واليعْضيد، والمُرارُ، والقُرّاصُ، والبسْباس والخُزَاَمي والأُقحُوان، والغَرّاءُ، والإِطْرِيحُ والنَّفَل، والجاز."
ولازالت لفظة بسباس متداولة في العديد من اللهجات العربية لوصف نباتات متباينة الأجناس. غير أن البَسباس أو البِسباس عند أهل المغرب والأندلس يطلق أكثر شيء على ما يعرف بالشَمَر أو الشَمَار في اللهجات الأخرى وهو من بقل البحر الأبيض المتوسط الذي لم يشع في جزيرة العرب، ولازالت تسميته هذه متداولة إلى يومنا هذا في المغرب الكبير. وهو ما توثّقه مصنفات متقدمي هذه البلاد في اللغة والنبات والطب والفقه. يقول ابن البيطار (593-646هـ) في جامعه: "البسباس هو الرازيانج عند أهل المغرب والأندلس" والرازيانج أو رازیانه اسم شائع للشمر بالفارسية. وعلى هذا أيضا ترجم إلى اللاتينية في المعجم اللاتيني الأندلسي من القرن الثالث عشر ميلادي "بِسْباس fenuculum"، وكذلك في المعجم العربي-القشتالي لـ پـيـدرو القلعاوي (1505م) فقد ترجمت بَسْباس إلى hinoja.
وبذور الشمر أو زريعة البسباس مما يستطب به. وتعرف باسم النافع عند أهل المغرب الأقصى.
كما يطلق اسم البسباس على نبتتة مختلفة تظهر في الربيع وتؤكل بأوراقها وسيقانها، لعلنا نبحث فيها لاحقا.
والبسباس في وسط الجزيرة العربية يطلق على قبيلة أخرى من الخيميات تُعرف باسم Echinophoreae، ومنها Anisosciadium، وله زهر خيمي أبيض.
زهرة نبات #البسباس وهو من #النباتات_البرية المأكولة واسع الانتشار وأوراقه تشبه أوراق الجزر pic.twitter.com/MbPmXa1UJQ— سلطان العضيدان (@salodidan) March 2, 2014
أما في جنوب الجزيرة واليمن فالبسباس يطلق على الفلفل، فربما كان اقتراضا من تسمية البسباس القديم الذي كان في الجزيرة أو الذي كان يُستقدم من الهند. علما أن هذا الفلفل الحديث هو مما جيء به من أمريكا بعد القرن السادس عشر.
مراجع في الباب:
- Dozy, Reinhart Pieter Anne (1881), “بسباس”, in Supplément aux dictionnaires arabes, volume 1, Leiden: E. J. Brill, page 83
- Löw, Immanuel (1924) Die Flora der Juden[1] (in German), volume 3, Wien und Leipzig: R. Löwit, pages 476
- Mandaville, James Paul (2011) Bedouin Ethnobotany. Plant Concepts and Uses in a Desert Pastoral World, Tuscon: University of Arizona Press, →ISBN, pages 111, 135, 209, 288
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق