لا تدخل "لا النافية" على الفعل الماضي إلا إذا تكرر النفي أو أريد معنى الدعاء (كقولهم: لا فُضَّ فوك أو لا بارك الله فيك)، فيصبح الماضي الدال في الأصل على انقضاء الحدث دالا على انتظاره أو رجائه في المستقبل.
وهو ما حافظت على استعماله بعض اللهجات المغاربية على تفاوت بينها وإن ندر:
- في بناء القسم، كقولهم: (والله، لا جيت).
- وفي بناء الرجاء والدعاء، فيقال مثلا: "الله لا شرب"، وكذلك الأمر في اللهجات البدوية مثل اللهجات الحسانية كقولهم "لا غرزت نياقكم" أي (لا قلّ درّ نياقكم) وفي اللغة "غرزت الناقة" أي قلّ لبنها أو في مثل قولهم (لا رَ باس) أي لا رأى بأسا (أو ما يشوف شر).
- وفي تكرار النفي، فيقال مثلا (ما كليت ولا شربت).
أما في مجمل النفي، فالغلبة لـ (ما) اليوم في اللهجات المغاربية والعربية ويكاد ينحصر استخدام (لا) -إن وُجد- على النهي، فيقال مثلا: "لا تروح" بدل بدل "ما تروح" أو "ما تروحش" أو وكذا في نهي الغائب مثل "لا يروح".
للاستزادة حول بناء هذه الأساليب والمناطق التي تتداولها، أحيلكم لإحدى دراسات لـ Catherine Taine-Cheikh وهي ممن اعتنى بلغات موريتانيا ولها مقال بعنوان:
Les emplois modaux de la négation lâ dans quelques dialectes arabes
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق