الأربعاء، 22 سبتمبر 2021

في والم وواتى ووالف

والم يوالم بمعنى ناسب ولاءم وهو مْوالم أي مناسب من الدارج في شمال إفريقيا وبعض البلاد العربية مثل العراق، وهذا قرينة على قدم هذا المعنى. وأقرب أصل لها في المعاجم، الوَلَمَة وهي بمعنى تمام الشيء واجتماعه ومنه قيل أولم الرجل إذا اجتمع خلقه وعقله. وقد نقل ذلك الصغاني ونقله


وفي الجزيرة العربية، الولام يعني الملائم المناسب وإذا قالوا (هبّ الولام) قصدوا الريح المناسبة والمطاوعة لاتجاه السفينة في البحر كما عند [معجم العبودي] وهو أيضا يردّها لذات المعنى في مادة (ولم) بمعنى التمام والاجتماع. وقد يقال أيضا عندهم (متوالم) بمعنى متوافق ومتناسب و(توالم مع فلان) أي توافق وتلاءم معه و(لا توالم فلان) بمعنى لا تصاحبه. وكلها معان مرتبطة بمعنى التمام والاجتماع، بما في ذلك لفظة (الملاءمة) ومادة (لأم) فهي من لاءم بين شيئين حتى التأما واجتمعا.

وقد تكون الوليمة أيضا من معنى الاجتماع أو من معنى تمام غرض ما كان في الجاهلية سواء قران أو بنوة أو بلوغ أو غيرها. وقد يكون معنى الجمع إحدى دلالات اجتمع اللام والميم فيمن يرى أن أصل الجذور الثلاثية هي جذور ثنائية ومن ذلك ملأ ولأم، ولمّ ومنها لملم.

وأهل الجزيرة يقولون أيضا وَلَم بمعنى جهّز ووالم بمعنى جاهز، والتجهز علامة على تمام واكتمال التحضير. [المجمع الافتراضي]

والخلاصة فيما يبدو أن والم بمعنى ناسب ليست مقلوبة أو محرفة عن لاءم وإن ساعد تقارب لفظهما في تقريب دلالتهما.



ويقال أيضا في المغرب الكبير (واتى) بمعنى ناسب وكان كما تريد، و(مواتي) بمعنى ملائم ومناسب. وفي الفصيح "واتاه" على الأمر و "آته" عليه بمعنى وافقه وطاوعه والمواتاة والمؤاتاة المطاوعة، ومثلما أبدلوا الفاء المهموزة في فاعل واوًا في (آتى يؤتي → واتى يوتي) فعلوا في (آلف يؤالف → والف يوالف). وواتى ووالف كلها عامي وفصيح معجمي. ومنه شاع قولهم (فرصة مواتية)، وقد وردت أيضا في ألفاظ بعض الحديث: (خير نسائكم الودود الولود المواتية المواسية إذا اتقين الله)  [1] وفي هذه اللفظة يقول ابن الأثير في الغريب: (المواتاة: حسن المطاوعة والموافقة، وأصله الهمز فخفف وكثر حتى صار يقال بالواو الخالصة).

 
وفي ليبيا يقال واتي بمعنى جاهز.  ودلالة الإتيان أو المجيء أو الظهور تستعمل أيضا في الملاءمة في البلاد المغاربية فيقال: (خرج عليك السروال) أو (جا عليك هايل) بمعنى ناسبك ولاءمك.




[1] روى هذا الحديث البيهقي في سننه من طريقين كلاهما مرسل، أحدهما عن أبي أذينة الصدفي، والآخر عن طريق سليمان بن يسار ولفظه وقد صحح الشيخ الألباني إسناده بمجموع الطرق في كتابيه سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم: 1849،  وصحيح الجامع الصغير برقم:3330 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق